يحكى أنه في أحدا الأزمنة الغابرة كان هناك رجل يشتغل بتجارة الماشية وفي يوم من الأيام قرر أن يذهب الي الحج وكونه لا أقارب له ولديه مبلغ من المال فقد فكر أن يضعه أمانة عند أحد التجار أصحاب المحلات والذي قيل عنه أنه رجل أمين . المهم أستودع عنده ذلك المبلغ وذهب الي الحج وعند عودته ذهب الي التاجر ليسترجع منه ماله وكانت الصدمة كون التاجر أنكر أنه قد أستلم منه أي مبلغ . رجع الرجل حزين بعد أن أسمعه ذلك التاجر الكثير من الكلام الجارح وهدده ولم عليه الناس وكان ذلك الرجل المسكين لايملك سوي ذلك المبلغ الذي كان يشكل راس ماله وبقي الرجل لعدة ايام علي خط الفقر حزين مهموم الي أن التقي بعجوز كانت تقطن قريب من داره وسئلته العجوز عن حاله ولماذا هو مهموم وحزين فأخبرها بقصته مع ذلك التاجر فقالت له بسيطة أن أحل لك هذه المشكلة فرح الرجل فرح شديد ولكنه فكر وقال لها بحزن ولكن كيف تفعلين ذلك فقالت له أذهب وأحضر لي علب حليب وطماطم مستهلكة أحضر لها الرجل العلب فقامت بفتحها من الجانبين وبالطول ولفتها بمحرمة ووضعتها في محرمة أخري علي شكل صرة صغيرة وقالت للرجل هي أرينى محل التاجر ولا تقترب منى وعندما أدخل الي المحل أنتظر مدة عشر دقائق وأدخل ومباشرة أطلب نقودك من التاجر . ودخلت العجوز الى التاجر صاحب المحل وقالت له بعد أن حيته بالسلام أنها قد دلها البعض عليه وأنها عجوز مقطوعة من شجرة لا أقارب لها وتفكر في الذهاب الي العمرة ولا تعرف هل تعود أو لا تعود ولديها بعض الحلي من الذهب أساور ودملج وخلخال وهي تفكر أن تستودعها أمانة عنده الي حين عودتها أذا قدر الله لها العودة ورفعت الصرة التى تجسد العلب تحت المحرمة وكأنها أساور ودملج وخلخال ..... سال لعاب التاجر الطماع وقال لها أنه لا يمانع وأن أمانتها سوف تكون في الحفظ والصون الي حين عودتها . عندها دخل الرجل وقال للتاجر أنه يريد نقوده التى أستودعها عنده فقال له التاجر حاضر لحظات وفتح خزنته وأعطاه نقوده بالتمام والكمال وخرج الرجل فرحان أما العجوز فقد أنتظرت ألي أن ابتعد الرجل وهي تماطل وتطيل الكلام وبعد ذلك قالت للتاجر أنها قد غيرت رأيها وأجلت الذهاب الي العام الأخر وخرجت والتاجر يكاد أن يموت من الحسرة