ربة بيت

 

                         ربة بيت

 

كثير ما نسمع هذا المسمى وهذه الصفة التي يتم أطلاقها علي بعض النساء الاتي لا يملكن عمل وظيفي

وبعض النساء تجدها تخجل من هذه الصفة وعندما يتم سؤالها تقولها بأمتعاظ شديد وكأنها شيء مخجل أو مرتبة وضيعة

وللأسف الشديد هن لا يدركن قيمة هذه المرتبة العظيمة والصفة الرائعة العليا

ربة البيت . هي تلك الملكة الرائعة التي تتربع علي عرش بيتها وتدير أمور مملكتها الصغيرة بحنكة وخبرة تفتقرها الكثيرات

ربة البيت . هي المديرة والمدبرة والمشرفة والمسيطرة علي أمور بيتها

ربة البيت . قد لا تمتلك شهادة تعليمية عليا  ولا وظيفة اعتبارية ولكنها تملك من الخبرة الحياتية ما يؤهلها الي أدارة شركتها الصغيرة

فليس كل امرأة تستطيع أن تكون ربة بيت ناجحة . أدارة البيوت تحتاج الي الكثير من الخبرة المكتسبة والمتوارثة ونجاح المجتمعات نابع من نجاح ربات البيوت وفي بعض الدول هناك معاهد خاصة لتعليم التدبير المنزلي

 ولكن كيف تصل المرأة الي هذه المرتبة العظيمة والمكانة الرائعة ؟؟

وكيف تنجح المرأة في أدارة بيتها بمهارة احترافية ؟؟

وسوف نحاول أن نضع موجز تلخيصي بسيط  عن ذلك من خلال منظور رجل

اولاً / وهى الخطوة الأولى لربة البيت وحتى تستطيع أدارة مملكتها الصغيرة عليها أن تبدأ بالخطوة الأولى وهى أهم خطوة عن طريقها سوف تجد كل النجاح في بقية خطواتها والخطوة الأولى والدرس الأول هو أن تدرس شخصية زوجها وهذا أكبر نجاح تحققه المرأة في حياتها أذا أرادة لمملكتها النجاح عليها أن تفهم زوجها المرأة الذكية تفعل ذلك تعرف ماذا يحب زوجها وماذا يكره

متي يغضب ومتي يكون سعيد الأشياء التي تفرحه والأشياء التي تحزنه وتسأل نفسها دائما هل هو مرتاح ؟ هل هناك ما يضايقه أذا كانت أمور مادية تحاول الالتفاف عليه ولا تحاول أن تشعره بعجزه بل تحاول أن ترفه عنه وتذكره بأن هذه أزمة وتزول بأذن الله وتختار الكلمات الطيبة الصادقة ولن ينسي لها مواقفها ابداً  المرأة هي من تجعل الرجل سعيد أو تعيس . الرجل عبارة عن طفل كبير يحتاج دائما الي رعاية المرأة. أذا شاهدت رجل تعيس فهناك امرأة أذا شاهدته سعيد فهناك امرأة أذا شاهدته متهم بجريمة فهناك امرأة  والمرأة العظيمة الرائعة هي التي تحتوى زوجها وهذا أكبر نجاح تحققه في حياتها فهذا الاحتواء له انعكاس علي حياتها ايضاً التي سوف تكون حياة رائعة

ثانياً / وكما نعلم أن انهيار الكثير من البيوت وعجز الكثير من النساء عن أدارة بيوتهن هو عدم المصدقية . فكثير من النساء سامحهن الله

يتّجهن الي الكذب في بعض المواقف وهنا الطامة الكبرى والقاعدة الغير سليمة التي تسبب هدم وزعزعة قواعد بناء الأسرة

فقد تكون الكذبة بيضاء كما يعللها البعض ولكنها بذلك كأنها تهيئ التربة وترمى ببذرة الشك فيها وتسقيها ببعض الكذبات البيضاء والتي سوف تتحول الي سوداء وتنمو بذرة الشك حتى تصبح  شجرة أشواك ضخمة تؤذي كل الأسرة . فنجد الأطفال يكذبون والكبار يكذبون . ولهذا علي ربت البيت أن تتحري المصدقية الكاملة في بيتها وحتى أن كانت الحقيقة مؤلمة ولكنها حقيقة وسوف يحترمها زوجها حتى وأن غضب في حينها فمثل ما  الكذب ينتج عنه شجرة الشك المشوكة . الصدق تنمو منه شجرة الثقة الرائعة

ثالثاً / الوازع الديني عليه دائما التذكير بوجوب الاقتراب من الله والمحافظة علي العبادة وتطبيق هذه القاعدة علي كل أفراد أسرتها فهي ربة البيت وعندما يتملكها هذا الشعور الرائع الشعور بالمسئولية عن هذه المملكة ونتاجها من جيل مستقبلي سيتوجب عليها الاهتمام التام بكل امور المملكة التي تديرها وكلها ثقة علي التركيز علي البذور الطيبة من صدق وأخلاق وعبادات وهى ما تجني ثمارها بعد حين فحياتها لن تكون جحيم بل سوف تكون حياة جميلة ورائعة فقد صنعت وصممت كل مشاهد بيتها باحترافية

رابعاً / أن تبتعد عن التقليد وأن يكون لها كيانها الخاص وشخصيتها التي تعتز بها وقناعة كاملة أنها قادرة أن تصنع وتدير مملكتها الخاصة بما هو موجود وما رزقها الله به  . بدل أن تتحسف على الغير موجود وترتبك حياتها وتتعثر خطواتها وقد تتدمر حياتها وبيتها فعندما يجدها زوجها كل يوم متذمرة غير راضية بحياتها قد تدفعه الي أن يرتكب جريمة السرقة أو الرشوة أو تتكاثر المشاكل بينهم وتنتهى بالطلاق وخراب بيتها . القناعة كنز لا يفنى عليها أن تكون قنوعة راضية . تعمل بما عندها وتسعى الي الأفضل بالصبر والتأني فالرجل يحترم تلك المرأة التي تكون كذلك

رابعاً / يجب أن تكون علي قناعة كاملة أنها مدرسة المجتمع الأولى فهي أم والأم مدرسة أذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق

وأخيراً أكرر أن ربة البيت هي مكانة من اسمى المكانة وأكثرها رفعة ومكانة المهم أن تدرك المرأة وتعي وتعرف وتتعلم كيف تكون ربة بيت

 

 

 بقلم / سعد الوحيشي

مدرسة طارق بن زياد

 

 مدرسة طارق بن زياد 

وملف من الذكريات الجميلة 

وكانت الرحلة هناك الي أعماق الذكريات الى تلك المدرسة الأسطورية النموذجية التي تجسد التعليم الحقيقي في اجمل الصور مدرستي الأولي . حقيقة لقد كانت من أجمل المدارس علي الأطلاق وسوف ننطلق الي عام 1973 والي بداية الأسطورة وافتتاح المدرسة وعندما نطلق عليها مصطلح أسطورة فذلك يعنى أنها لن تتكرر ولن نشاهد طارق بن زياد في أي مدرسة أخري . كانت بمثابة القلعة الكبيرة ومعسكرات الأعداد . فكل شيء يوحى بذلك النظام . النظافة .الاهتمام مستوى التعليم والعناية والاهتمام الكامل بتعليم الطلبة فقد كانت تحوى خبرات من فطاحلة التعليم من الأساتذة الفاضلين الذين يمارسون مهنتهم بكامل الضمير وباحتراف لا تشهد له نظير  وعلي رأسهم كان الأستاذ الفاضل  محمد الهمالي تلك الشخصية المميزة والتي كانت تمثل وتعنى النظام والتربية والتعليم كنا ننظر اليه حينها أنه شخصية قاسية من النادر أن نشاهده مبتسم وكنا نخشاه ونحن نشاهده واقف من بعيد يراقب الطوابير وهى تتحرك بنظام داخلة الي الفصول أو خارجه عند انتهاء الدوام وسماع صوت الجرس فكل شيء داخل المدرسة كان يخضع الي النظام الكامل وكأنك في معسكر كبير فحينها كانت التربية مع التعليم ودور المدرسة في أعداد الطالب كان دور كبير فهى التربية والتعليم . وكل ما يساهم في أعداد الطالب من علوم وثقافة  كان متوفر في المدرسة فقد كانت الحصص المتنوعة التي لا نجدها اليوم في مناهج التعليم ولا في جدولتهم لها كانت حصة الزراعة والتي كانت من أجمل الحصص فقد كنا نمارسها عملي مع الشرح الكامل علي طريقة الغرس والعناية بالنبتة علي أيدى معلمين متخصصين في ذلك ناهيك عن حصة الموسيقي والتي كان يوجد بالمدرسة فصل كامل يحوى كل الآلات  الموسيقية مع معلمين متخصصين في ذلك . وحصة المكتبة وتلك الكتب القيمة وحصة الرسم والرياضة فقد كانت المدرسة تحوى كل الملاعب كرة قدم . كرة يد .كرة طائرة . كرة سلة . كذلك الألعاب الرياضية الأخرى الرمح والجلة الكرة الحديدية  وحجرة الرياضة المميزة التي كانت تحوى البلياردو وطاولات كرة التنس . ورقع الشطرنج . حقيقة لقد كانت كل الأشياء الترفيهية والتعليمية متوفرة . أضافة الي التنظيم الداخلي للمدرسة والذي كان يحوى مجموعة الأذاعة المدرسية والتي كانت تختص بالبرامج الصباحية وطابور الصباح وفترة الاستراحة والتي كنا نسمع فيها الكثير من الأناشيد والأغاني  الثقافية والتي لها أكبر الأثر في تنمية مشاعر معينه في نفس الطالب مثل أغنية فايزة أحمد يا ست الحبايب يا حبيبة . فكل البرامج والنظم توحى لك أنها خاضعة لدراسات خاصة لتوعية الطالب وغرز حب الوالدين في نفسه . وهناك ايضا طلبة النظام وهم يرتدون تلك الشارة الحمراء المكتوب فيها طلبة النظام ويطلقون عليهم أسم الشرطة المدرسية ويتم اختيارهم من الطلبة المميزون ذوى الخلق العالي والشخصيات القوية وينعكس ذلك علي سلوكياتهم فهم يكتسبون الخبرة الأمنية من خلال ممارستهم لعمل الشرطة المدرسية . وهناك ايضاً طلبة التحريات وكل ذلك يدور حول هدف واحد المحافظة التامة علي سلوكيات الطلبة والرقي بهم الي أعلي مستوى من التعليم والتربية . كانت تنظم المباريات والتحديات الرياضية بين الفصول الدراسية وفي بعض الأحيان كانت هناك مباريات بين الطلبة وفريق المدرسين في روح من الألفة والتعاون والمحبة . معلمين أفاضل من عمالقة التعليم مثل الأستاذ عبداللطيف الزلاوى وعبدالرحيم الشريدي وسعيد الصريمي وعلي منصور ..  وغيرهم وغيرهم فحتى أن لم نذكر اسمأهم فليس ذلك اجهاض في حقهم فكل من كان في ذلك الصرح التعليمي كان من عمالقة التعليم . وهناك كانت مجلة تصدر باسم مدرسة طارق بن زياد . وكانت تقام الحفلات المميزة الثقافية في عيد الطفل والتي تعد فيها برامج جميلة جدا كنا ننتظر ذلك اليوم بشوق شديد فقد كانت هناك الكثير من المسرحيات والترفيه والمسابقات الثقافية وكانت هناك ايضا الرحلات المدرسية أما الطلبة الاوئل من الصف السادس وما فوق فقد كانت تتم مكافاتهم بالحصول علي رحلة الي مالطا علي حساب المدرسة 

لا زلت أذكر ذلك الصرح وتلك الادارة التي نخشي حتى المرور من القرب منها وذلك الأخصائي الاجتماعي الذي يمارس مهنته بحب ويعالج مشاكل الطلبة باحترافية كاملة لا زلت أذكر حملات التفتيش الاحترازية التي كانت تقام بعد فترات للتأكد من ان الطلبة لا يحملون أشياء مخالفة مثل عيدان الثقاب او السجائر او اي شيء مخالف برغم ندرة حصول ذلك غير أن شعار المدرسة الاحتياط واجب فهي التعليم والتربية وعندما نشاهد ما ال اليه التعليم الأن نتحسف ونتحسر علي ذلك الزمن الجميل زمن الضمير الحى والتعليم الحقيقي ومهم تحدثنا عنك أيته المدرسة فلن نوفيك حقك وحق ذلك الطاقم المتكامل من الأفاضل نسأل الله أن يرحم من توفي منهم ويغفر له ويسعد من كان حي  . 

بقلم / سعدعبداللطيف سالم  الوحيشي