عندما تتمرد الأفكار ونشعر اننا قد عجزنا عن كبحها عندما تتحرر عقولنا من سجنها المادي وتنطلق في ذالك العالم الهلامي في فضاء سرمدي لا بداية ولا نهاية تجوب الأفاق حينها فقط نترك لها الحرية كاملة لتعبر عن أي شي
أحدث المواضيع

الثلاثاء، 22 فبراير 2022

اليمام وحى السلام

صورة يمامتين علي غصن شجرة



 اليمام وحى السلام 

عنوان يتحدث عن موضوع جميل جدا وظاهرة من الظواهر الحضارية التي تقاس بها الشعوب من حيث الرقي الخلقي والتقدم الإنساني الممزوج بتفعيل ميزة الرحمة والسلام 

وفي حىي السلام نشاهد بداية الظاهرة الجميلة وهى استئناس اليمام تلك الحمامة الصغيرة البرية الغير أليفة والتي أصبحت تتعايش في حي السلام وتتكاثر وتستأنس مع البشر حتى تكاد تدوس عليها بسيارتك وهى لا تطير بل تشاهدها تبتعد ببطء

وتشاهدها أمام المحلات وأمام البيوت  وشعور الأمان يعتريها وكأنها تقول بلسان حالها هذا حى السلام ولابد أن يكون له نصيب من أسمه  الحى الذي لجاء اليه الكثير أيام الأحداث لينعموا بالسلام 

واذ نتحدث عن هذه الظاهرة ظاهرة الرقي فعندما تشاهد الحمائم والطيور أمنة تتحرك وتطير بدون خوف وتتعايش مع البشر أعلم أنك في مجتمع راقي أطفاله يخطون الخطوة الأولي في درب الحضارة 

وفي حي السلام تبدا ظاهرة الرقي الخلقي والتقدم  وأنسة الحمائم أكبر دليل يخبرنا بذلك 

وهذه الخطوة الأولى فقط وقد تنتشر في أحياء أخرى قريبا فحتى الظواهر الجميلة تنتقل بالعدوى .

أما الخطوة الثانية والمتعلقة بالأيمان وهى النظافة للأسف لم نفكر حتى في تحريك أرجلنا نحوها 

وأنا لن أتحدث عن ظاهرة تراكم القمامة بجانب البيوت فذلك تقصير من جهاز حماية البيئة والجهات المسئولة والتى يفترض أن تتعاقد مع شركات لنقل القمامة من جانب البيوت والمواطن لا ذنب له في ذلك 

ولكن أتحدث عن رمى القمامة من السيارات أو بجانب الطرقات العامة 

فنشاهد سيارة منطلقة في الشارع  وقشر الموز وعلب العصير الفارغة والمناديل واوساخ أخري ترمى من نوافذها في الشوارع العامة وهذه ظاهرة بشعة انحطاطية نتمنى ان يتجاوزها الكثيرين والتنبيه عن ذلك يفترض أن يكون في المدارس 

وتكون هناك برامج تربوية في وسائل الأعلام تتحدث عن ذلك كذلك منابر الخطباء والذين يفترض أن يكون لهم الباع الأطول في التنبيه عن ذلك لاقتران النظافة بالأيمان والتحدث عن الظواهر السلبية التي أصبحت تنتشر مثل النار في الهشيم ففي كل خطبة جمعة يفترض أن تكون الخطبة الثانية عن الظواهر السلبية وعن الأحداث الأسبوعية وعلي هيئة الأوقاف تنبيه الخطباء عن ذلك فذلك هو الأهم 

فالحدث الذي يضر بالمواطن والذي أصبح يتفاقم ويتفاقم أولى ان يتحدث عنه الخطباء بدل من تكرار الخطب التي أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب فالدين نصيحة والنظافة وأماطت الأذى عن الطريق والأسراف في المياه والكهرباء والحدث اليومي أولي بالحديث في زماننا هذا 

كذلك يفترض أن يكون هناك حراك أعلامي قوى تصل عن طريقه النصيحة والتعبئة الفكرية للمواطن عن طريق أعداد برامج تثقيفية وتربوية ممزوجة بنكهة الداعبة المسرحية حتى يشاهدها الكبير والصغير فالمسرح له دور فعال في ترسيخ فكرة معينة في عقل المشاهد وقد لاحظنا ذلك في الكثير من المسرحيات وانتشار بعض كلمات المسرحية بسرعة كبيرة جدا  . 

ونحن اذ نشاهد مدينة بنغازي تنهض مجددً وتزيل عنها الأتربة والأدران نتمنى أن يقف الجميع يدً واحدة لمكافحة الظواهر السلبية بداية بالنظافة ونهاية بكل الظواهر السلبية وحتى تصبح بنغازي مدينة الحمائم والسلام 

بقلم / سعد الوحيشي 

تم النشر في صحيفة / أخبار بنغازى  2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق