اليمام وحى السلام
عنوان يتحدث عن موضوع جميل جدا وظاهرة من الظواهر الحضارية التي تقاس بها الشعوب من حيث الرقي الخلقي والتقدم الإنساني الممزوج بتفعيل ميزة الرحمة والسلام
وفي حىي السلام نشاهد بداية الظاهرة الجميلة وهى استئناس اليمام تلك الحمامة الصغيرة البرية الغير أليفة والتي أصبحت تتعايش في حي السلام وتتكاثر وتستأنس مع البشر حتى تكاد تدوس عليها بسيارتك وهى لا تطير بل تشاهدها تبتعد ببطء
وتشاهدها أمام المحلات وأمام البيوت وشعور الأمان يعتريها وكأنها تقول بلسان حالها هذا حى السلام ولابد أن يكون له نصيب من أسمه الحى الذي لجاء اليه الكثير أيام الأحداث لينعموا بالسلام
واذ نتحدث عن هذه الظاهرة ظاهرة الرقي فعندما تشاهد الحمائم والطيور أمنة تتحرك وتطير بدون خوف وتتعايش مع البشر أعلم أنك في مجتمع راقي أطفاله يخطون الخطوة الأولي في درب الحضارة
وفي حي السلام تبدا ظاهرة الرقي الخلقي والتقدم وأنسة الحمائم أكبر دليل يخبرنا بذلك
وهذه الخطوة الأولى فقط وقد تنتشر في أحياء أخرى قريبا فحتى الظواهر الجميلة تنتقل بالعدوى .
أما الخطوة الثانية والمتعلقة بالأيمان وهى النظافة للأسف لم نفكر حتى في تحريك أرجلنا نحوها
وأنا لن أتحدث عن ظاهرة تراكم القمامة بجانب البيوت فذلك تقصير من جهاز حماية البيئة والجهات المسئولة والتى يفترض أن تتعاقد مع شركات لنقل القمامة من جانب البيوت والمواطن لا ذنب له في ذلك
ولكن أتحدث عن رمى القمامة من السيارات أو بجانب الطرقات العامة
فنشاهد سيارة منطلقة في الشارع وقشر الموز وعلب العصير الفارغة والمناديل واوساخ أخري ترمى من نوافذها في الشوارع العامة وهذه ظاهرة بشعة انحطاطية نتمنى ان يتجاوزها الكثيرين والتنبيه عن ذلك يفترض أن يكون في المدارس
وتكون هناك برامج تربوية في وسائل الأعلام تتحدث عن ذلك كذلك منابر الخطباء والذين يفترض أن يكون لهم الباع الأطول في التنبيه عن ذلك لاقتران النظافة بالأيمان والتحدث عن الظواهر السلبية التي أصبحت تنتشر مثل النار في الهشيم ففي كل خطبة جمعة يفترض أن تكون الخطبة الثانية عن الظواهر السلبية وعن الأحداث الأسبوعية وعلي هيئة الأوقاف تنبيه الخطباء عن ذلك فذلك هو الأهم
فالحدث الذي يضر بالمواطن والذي أصبح يتفاقم ويتفاقم أولى ان يتحدث عنه الخطباء بدل من تكرار الخطب التي أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب فالدين نصيحة والنظافة وأماطت الأذى عن الطريق والأسراف في المياه والكهرباء والحدث اليومي أولي بالحديث في زماننا هذا
كذلك يفترض أن يكون هناك حراك أعلامي قوى تصل عن طريقه النصيحة والتعبئة الفكرية للمواطن عن طريق أعداد برامج تثقيفية وتربوية ممزوجة بنكهة الداعبة المسرحية حتى يشاهدها الكبير والصغير فالمسرح له دور فعال في ترسيخ فكرة معينة في عقل المشاهد وقد لاحظنا ذلك في الكثير من المسرحيات وانتشار بعض كلمات المسرحية بسرعة كبيرة جدا .
ونحن اذ نشاهد مدينة بنغازي تنهض مجددً وتزيل عنها الأتربة والأدران نتمنى أن يقف الجميع يدً واحدة لمكافحة الظواهر السلبية بداية بالنظافة ونهاية بكل الظواهر السلبية وحتى تصبح بنغازي مدينة الحمائم والسلام
بقلم / سعد الوحيشي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق