عندما تتمرد الأفكار ونشعر اننا قد عجزنا عن كبحها عندما تتحرر عقولنا من سجنها المادي وتنطلق في ذالك العالم الهلامي في فضاء سرمدي لا بداية ولا نهاية تجوب الأفاق حينها فقط نترك لها الحرية كاملة لتعبر عن أي شي
أحدث المواضيع

الخميس، 24 فبراير 2022

رحلة الي الداخل




 رحلة الي الداخل 

التأشيرة مجانية
التذكرة مجانية
نوع الرحلة داخلية 
الواجهة أعماق الذات يوم أو شهر أو عام مضي
الكابتن  ( عقل ) 
زمن الأنطلاقة  ساعة القيلولة 
زمن الرحلة اقل من نصف ساعة 
المكان هادى جدا بدون اي ضوضاء
لحظات استرخاء واغلاق عينين 
وانطلاقة الي هناك الي أعماق الذات الي تلك الأماكن المظلمة التي نتجاهلها ونجهل كل شي عنها فقد جرت العادة أن تكون كل الرحلات الي الخارج وذلك باعتبار أن الداخل لا يحتاج إلى رحلة فنحن نعرفه ونعرف كل شبرً فيه 
والخارج هو ما نجهله وهو ما يحتاج إلى اكتشاف 
وهذا ما يخيل لنا أو مانوهم به أنفسنا وذلك لأتباعنا معطيات خاصة مثل أننا 
لا نحتاج إلى رحلة اكتشاف في داخل بيوتنا لأننا نعرف كل شبرً فيها ولا داخل مقتنياتنا واولادنا وأحيان حتى داخل البلدةً التي نقطنها 
والمفترض قبل أن ينطلق الإنسان  إلى اكتشاف الخارج أن يكتشف الداخل ؟؟ 
والرحلة إلى الداخل قد تكون أجمل وأعجب رحلة
ففى كل رحلة سوف تكتشف أشياء مثيرة ومدهشة وغريبة وسوف تتعثر في ذلك الكم الهائل من الأخطاء التى نرتكبها ولا نعيرها اهتمام 
المهم التركيز وتفعيل ميزة دقة الملاحظة  ولن نتعمق في الحديث عن اكتشاف بيوتنا وأولادنا ومقتنياتنا واقاربنا فالرحلة الي أعماق ذاتنا لها خاصية الأسبقية وسوف نترك عقولنا تنطلق الي دواخلنا وسوف نترك لها حرية التنقيب والفحص والبحث والوصول الي الصندوق الأسود الذي نخفيه ونتجاهله وملفات الأخطاء التي لطالما وصلتنا تقارير عنها من ذلك المستشعر الذي يسمى الضمير ولكن للأسف نتجاهل كل التقارير الناتجة عن تصرفاتنا وعيوبنا التى لا نراها ابدا 
عندما ننظر الي المراءة نشاهد الخارج وجوهنا شعرنا أشكالنا الخارجية 
عيوبنا لا نراها أبدا والمحيطون بنا يتحاشون أن يخبرونا بها لأننا لا نحب من يوجه إلينا النقد ولا من يتكلم عن عيوبنا حتى النصيحة أصبحت تزعجنا ولا نحب من يوجه الينا النصح وسوف ننتقده أي أنكان حتى خطيب المسجد بعد خطبة الجمعة ننتقده . نحن هكذا نشاهد الخارج فقط ولا ننظر الي الداخل 
وصدق من قال ( أن الجمل لا يري اعوجاج رقبته ) لذلك لن نتغير ابدا ولن نشاهد اصلاح في هذا الوطن المحتظر وسوف نضل نمشي في نفس المكان  ولا نتقدم ابدا ( ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 
ولكن ما علاج كل هذا وكيف نستطيع أن نصلح ذلك ؟؟ كيف نستطيع اصلاح أنفسنا ؟؟
الأمر في غاية الصعوبة البسيطة !! أو في غاية البساطة الصعبة 
ويتوقف هذا وذاك علي طريقة المعالجة أو الأصلاح 
فعندما نصل الي داخل صناديقنا السوداء المظلمة ونتفحص ملفات الأخطاء بشفافية خاصة وبطريقة حساب وتفحص ومقارنة . واعتراف وكبح العناد وتواضع ومصارحة  أنفسنا وبدء عملية الاصلاح اصلاح كل شي اصلاح ما افسدناه في أنفسنا 
والبداية هى محاولة مشاهدة مايكرهه الناس فيك من سلوكيات وتعمد الى تغييره 
بعد ذلك أن تقوم بعملية أحصاء وجرد الي كل التصرفات الأيجابية التي فعلتها في يومك أو اسبوعك او شهرك وذلك حسب ماتكون رحلتك 
وما هى التصرفات السلبية والأخطاء التي ارتكبتها أو حتى تظن أنك ارتكبتها 
وان تسئل نفسك سؤال صريح ماذا فعلت ؟؟ وبماذا أفدت المجتمع . الأسرة . نفسك 
وان تكون أجابتك أكثر صراحة سوى كانت سلبية أو ايجابية 
هل أذيت احد او تسببت في أذية احد ؟؟ هل لك أعداء  ؟؟ هل هناك من يكرهك ولماذا ؟؟
وهل أنت شخص مفيد ؟؟ 
هل تطيع الله ورسوله ؟؟ وهل تؤدى فرائضك الدينية ؟؟
هل أنت شخص محبوب من محيطك ؟؟
أذا وجدت أن اخطاءك كثيرة أعمد الي اصلاحها 
أذا وجدت أنك شخصية سلبية لا يستفيد منك أحد حاول ان تغير من تصرفاتك وان تكون مفيد ولو بتقديم نصح أو معاونة 
محبة الأخرين لا تشترى بالأموال بل بحسن التصرف حاول أن تكسب محبة محيطك 
وعندما تنتهى من رحلاتك الداخلية التى أحرص كل الحرص أن تجعلها مفيدة وتقودك الي التغيير والتصليح 
وان تتأكد أنك تصلح  فربما نكون على خطاء ونظن أننا على صواب وهذه الطامة الكبرى 
عندما تنتهى من رحلاتك الداخلية أنظر حولك بعين الخبير سوف تكتشف انك تجهل أولادك وتجهل أسرتك وتجهل بيتك ومنطقتك وبلدك 
فقد تغيرت نظرتك الي ما حولك وسوف تجد مع مرور الأيام ان سلوكياتك قد تغيرة فانت تراقبها بحرص وتتربع في كل يوم داخل صندوقك المظلم وبيدك شمعة وتشاهد اي خطاء وتعمد الي اصلاحه فوراً 
لن تتراكم عليك الأخطاء وسوف ينظر اليك مستشعرك بأعجاب ورضي ولن تشعر بوخزاته ابدا 
والنتائج عند ذلك ستكون جميله جداً فعندما نصلح أنفسنا نكون محبوبين من المحيط 
الذي حولنا وتكون سلوكياتنا تغيرة إلى الأفضل كذلك يمتد الإصلاح إلى محولنا وعندها نشعر بكياننا وبي احساسنا ووجودنا 
عندها سوف يصلح كل ما حولنا ويمتد ويمتد الأصلاح هنا وهناك ويصلح كل شي 
لذا ما رأيكم اعزائي أن نقوم بهذه الرحلة المجانية بجدية وحرص  

بقلم / سعد الوحيشي 

تم النشر في صحيفة أخبار بنغازى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق