عندما تتمرد الأفكار ونشعر اننا قد عجزنا عن كبحها عندما تتحرر عقولنا من سجنها المادي وتنطلق في ذالك العالم الهلامي في فضاء سرمدي لا بداية ولا نهاية تجوب الأفاق حينها فقط نترك لها الحرية كاملة لتعبر عن أي شي
أحدث المواضيع

الخميس، 24 فبراير 2022

أحذروا هذا العدو القاتل المدمر


 أحذروا هذا العدو القاتل  المدمر 

الأسم / الملل
التصنيف /مشابه للفايروس من البرمجيات الضارة بالنفوس
طرق الوقاية / في أخر المقال 

لاشك أن هذا العدو الخفي لا يتوقف ولن يتوقف عن تحشيد قواته المدمرة التي تتسلل الي دواخل العقول وتهاجم كل النفوس الصغيرة والكبيرة وتقوم بتأجيج تلك التفاعلات الخاصة التي تجعل هذا الشعور يسيطر علينا سيطرة كاملة 
 إذا كنا موظفين في أي عمل كان نجد أننا قد مللنا من الروتين اليومي ومن العمل ولا نذهب إلا فوق من النفس 
إذا رجعنا ألي البيت نجد أننا لدينا رغبة في الخروج لشعورنا بالملل 
إذا خرجنا من البيت نجد أننا في حاجة ألي الرجوع ألي البيت بسبب الملل
نجلس أمام ألنت ندخل ونخرج ونتصفح وسرعان ما يعتصرنا الملل فنخرج
قد نمل من الزيارات والأصدقاء ودائما نجدد وسرعان ما نشعر بالملل 
حتى افطارنا وما نتناوله من مأكولات يوميا نشعر بالملل منها 
حتى الأطفال نلاحظ أنهم يشعرون بالملل فما تكاد تشاهد فرحتم بهدية او لعبة حتى تشاهد بعد دقائق بسيطة أنهم قد تركوها الي غيرها وهكذا 
ونحن في عصرنا هذا فقدنا ميزة تكييف أنفسنا علي الصبر والأنتظار فقدنا ميزة الترقب ترقب الاحداث بسبب السرعة أصبحنا  لا ننتظر التقنيات الحديثة وفرة لنا كل شي المواصلات الاتصالات كل السبل ومع سرعة الزمن فقدنا ميزة الانتظار والصبر ومثال علي ذالك في زمن ماضي كنا عندما ننتظر مسلسل تلفزيوني يأتي في ساعة معينه كنا ننتظر ولا نشعر بالملل فلا يوجد سوي اذاعة واحدة تنهي برامجها في وقت مبكر من الليل وتقفل 
اليوم مئات الأذاعات والمسلسلات ولكن أصبحنا لا نشاهد أنما نتنقل بسرعة من محطة ألي أخري بنوع من الملل كنا زمان ننتظر الأعياد لما لها من طابع معين ورونق خاص الأن تكاد كل الأيام تتشابه وحتي العيد أصبح عبارة عن برتوكول  لا يكاد يعني شي ويكاد يفقد بهجته حتى عندما نسافر لا نشعر بمتعة السفر بسبب الفايبر والنت ووسائل المحادثات وكأنك لم تغادر وتسافر  زمان كنا ننتظر الحجيج وكل من يسافر منا بصبر وترقب الأن لم نعد نشعر بفقدهم بسبب مشاهدتهم وسماع أصواتهم عبر التكنولوجيا الحديثة لم نعد نترقب أحد فالبعيد قريب والقريب ممل وهكذا فقدنا عنصر المفاجأة السارة بسبب معرفتنا بها قبل حدوثها حتى المطر والطقس أصبحنا نعرف متى يكون برد ومتى تمطر 
واصبح العالم باسره صغير نشاهده علي كثب حتى مللنا منه 

اعتقدنا ان كثرة التجديد  تزيل الملل وهي علي العكس من مسببات الملل 
فمن كثرة ما نشاهد كل يوم من جديد بداية بكل حدث ونهاية بالابتكارات
 نتج عن ذلك زحمة فكرية وأصبح الجديد مثل المخدر الذي لا يعطي مفعوله الا لبرهة وجيزة لنبحث علي ما هو أجد منه أدمنا علي الجديد حتي فقد تأثيره فسعينا للبحث عن ما هو خلف الجديد أصبحنا نبحث عن الا شي ومع ذلك نشعر بالملل حتى من الا شي
وللأسف نحن لا نملك سلة محذوفات في عقولنا وألا لكان الحل الامثل بحذف الكثير من المهملات التي تشكل زحمة فكرية وضوضاء مهملة هنا وهناك 
وبرغم معرفتنا لعدونا وطريقته في الهجوم . غير اننا نقف عاجزين عن مقاومته فليس هناك قوة تستطيع دحره 
فكيف نحارب ونقضي علي هذا العدو ؟؟
الطريقة الوحيدة التي لا ثاني لها  أن تشعر بالرضي عن نفسك 
عن كل ما تقوم به  والشعور بالرضي يحتاج أن تسلك طريق العبادة والتقرب من الله
 فكل شي تفعله قد تمل منه الا عبادة الله والتقرب اليه فهي تمزج العديد من المشاعر والتفاعلات وتضفي عليك ذلك الشعور بالرضي وانك تفعل ما خلقت لأجله وهو عبادة الله وهى الرصيد الباقي والتجارة الرابحة التي تجعلنا نشعر بوجودنا 
 ولهذا عليكم بهذا الترياق لذلك السم القاتل عندها سوف يزول الملل وتشرق شمس كبيرة في نفوسنا المظلمة 
ونشعر بسعادة لا تضاهيها سعادة فقد قضينا علي الملل 


 بقلم / سعد الوحيشي 

تم النشر في صحيفة أخبار بنغازي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق