هلامي يبحث عن ذاته
لا شك
أنكم تابعتم معي رحلات الهلامي السابقة عندما كان يبحث عن وطن وعندما كان يبحث عن
زوجة وعندما
كان
يتحدث عن نفسه ولا ربما أشعركم بالملل من رحلاته التي لا تنتهي ولا أدري هل ستكونون معه مرة أخري ياترى
؟ فها هو ذلك الهلامي ينطلق في أطول وأعجب رحلة. رحلة بحث فيها عن شي يفتقده شي لا يعرف هل ضاع منه أم أنه لم يكن
يملكه أصلً ولا ربما لم
يحس
بوجوده من زمان ولذلك فقد كانت أغرب رحلة بخوذها رحلة يبحث فيها عن ذاته وذلك لسبب بسيط جداً أتعرفون
لماذا ؟؟
لكي
يثبت أنه موجود
فقد
كان يفتقد الإحساس بالوجود لأنه لا يمتلك الذات ذلك الكيان المؤنث الذي هو دلالة علي أهم الأصول
الثابتة التي تعني الكينونة والوجود لكل أنسأن ولأننا في زمن الفقدان والمفقودات ففي كل
سنة أو شهر أو يوم أو ساعة أو حتى دقيقة أصبحنا نفقد شي من موروثاتنا العربية الإسلامية مثل الأخلاق. الكرامة .
الصدق. الأمانة . القدوة . الغيرة . الشهامة
فقد
كانت هذه الرموز والمسميات تشكل الشرايين الأساسية للذات ونحن الآن نلاحظ أن هناك ثقب أوزوني كبير في أمتنا العربية
ثقب تتسرب منه المبادئ
والقيم
ألي عالم الضياع عالم الفقدان عالم إلا رجعة فهل سئلنا
أنفسنا
هل كنا هكذا في السابق ؟؟
هل
ديننا علمنا أن نكون مثل ما نحن
عليه اليوم ؟؟
الأمة
العربية تتفرق ويدب
الشقاق
بينها أوطاننا تحتل وحرمت بيوتنا تهتك ونسأنا تسبي ونحن نطأ طأ برؤوسنا لا حول لنا ولا قوة هل ديننا
علمنا أن نتكالب علي جمع الأموال حلالها وحرامها وندفعها لاستيراد ما يفسد أخلاقنا ويدمر شبابنا تحت شعار حضارة
زائفة قذارة بأصح تعبير
هل
ديننا علمنا أن لا نكون
قدوة
لأبنانا ؟؟
ألا
نجلب لهم ما يبعدهم عن دينهم من وسائل جهنمية اختلقتها عقول شيطانية لغرض الابتعاد عن الإسلام ألا نجعلهم
يتشبهون باليهود
والنصارى
حتى في لباسهم وقص شعرهم مثل لاعبي كرة القدم أو المغنين السفلة ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم
يقول لنا خالفوا اليهود والنصارى ويقول لنا من تشبه بقوم أصبح منهم وللأسف الشديد أكثرنا مسلمي هوية فقط
ولذلك
أنطلق ذلك الهلامي
أنطلق
في ذلك العالم إلا متناهي أنطلق في فضائه الخاص فضائه السرمدي الذي لم يعلم أن له حدود أو بوابات فقد
كان ذلك هو الشي الوحيد الذي يملكه الهلامي أنه عالمه الخاص عالم أفكاره ويا سبحان الله لكل شخص عالمه الخاص به
وفضائه الخاص به
وهناك
في أعمق أعماق عالمه كان الهلامي يبحث ويجد البحث عن ذاته
لقد راجع ذكرياته طفولته شبابه
مسيرته الحياتية وأصطدم بكم هائل من الأفكار والذكريات فبرغم كبر وسعة ذلك العالم عالم الهلامي الخاص ألا أنه كان
يزدحم بمخلفات وحطام
وبقايا
لذكريات وفي تلك الأكداس المكدسة كان الهلامي يبحث ويقلب لعله يجد ذاته لقد شاهد مسيرة حياته طفولة لا
تختلف عن طفولة أي طفل سوي بطموح لا متناهي وأحلام لا يمكن أن تتحقق شباب ودراسة وعمل وتخطيط وركض وراء الحياة وا
وا وكل ما وجده
الهلامي
كان يدل علي أنه كان أنسأن ناجح في كل خطواته فلماذا باتري لم يكن يشعر بذاته ؟؟
لم
يكن الهلامي من
الذين
يعتكفون قوقعتهم أو يتعالون عن الناس لطالما كان يزرع الابتسامة علي الشفاه لطالما سعي إلي مساعدة الأخرين
ولطالما ولطالما ولكنه برغم كل ذلك لم يشعر أنه حقق شي في حياته حتى وأن كان نجح في كل أموره ولذلك كان يحس أنه
يفتقد ذاته ويشعر
بالغربة
والحنين إليها ولهذا استمرت رحلته واستمرت واستمرت
فيا تري
هل هناك آخرون ؟؟؟؟ يبحثون عن ذاتهم في عالم فقدان الذات
2000.3.8
بقلم / سعد
الوحيشي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق